أبوظبي نموذج عالمي في مكافحة كورونا

برهنت مدينة أبوظبي، كما تعودنا، كفاءتها المعهودة في حسن التعامل مع فيروس كورونا المستجد الذي ألقى بظلاله على العالم أجمع.

استراتيجيات بناءة وخطط نموذجية للتكيف مع الوضع الوبائي العالمي، مسجلة بذلك تقدما عالميا وصدارة لمدن العالم في مكافحة فيروس كورونا وفق أحدث تصنيف صادر عن مجموعة المعرفة العميقة التي تتخذ من لندن مقرا لها.

نموذج عالمي

يقول المستشار الدكتور إبراهيم الدبل، رئيس اللجنة التنفيذية لبرنامج خليفة للتمكين “أقدر” لـ”العين الإخبارية”: “الإرادة السياسية لقيادة أبوظبي كانت سر نجاح المدينة في التغلب على كورونا، مؤكدا أن عبارة “لا تشلون هم” للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية كانت “وصفة النجاح الرئيسية”، حيث مثلت الإرادة السياسية حافزا في تسخير كل الإمكانيات لمكافحة الوباء وتداعياته على مختلف القطاعات الصحية والاجتماعية والاقتصادية”.

وأوضح الدبل بأن “دولة الإمارات عندما تعاملت مع فيروس كوفيد-19 لم تتعامل مع مواطن أو مقيم بل تعاملت مع إنسان بغض النظر عن جنسيته أو لونه أو طائفته وهو ما برهن مجددا قيم التسامح والتعايش التي تأسست عليها”.

وأكد أن مدينة أبوظبي “أثبتت منذ بداية تفشي جائحة كورونا في العالم بأسره، قدرتها على تحصين مجتمعها من الفيروس من خلال العديد من الإجراءات الاحترازية الهامة، حيث تعد أبوظبي أول المدن في العالم التي اعتمدت فحوصات فيروس كورونا المتطورة لحماية مواطنيها والمقيمين علي أرضها من الفيروس، واعتمدت المستشفيات المتنقلة ومراكز الفحص من السيارة فضلا عن التسهيلات التي خصت بها بعض الفئات ككبار المواطنين وأصحاب الهمم والحوامل”.

وأضاف: “كما تعد أبوظبي أول من أدخل لقاحات فيروس كورونا وتطعيم الأفراد بصفة مجانية، كما طالت أياديها البيضاء العالم وعملت على مد يد العون للدول الشقيقة والصديقة من خلال تسيير العديد من المساعدات الإنسانية والمعدات الطبية واللقاحات المعتمدة عالميا”.

وأوضح “الدبل” أن هذه الإجراءات الرائدة مكنت من تحصين المجتمع من فيروس كورونا المستجد وحققت لها ريادة عالمية، حيث تعد أبوظبي من أكثر المدن أمنا وآمانا من هذا الفيروس، فضلا عن سرعة استجابتها لأي متحورات من فيروس كورونا.

وأكد بأن أبوظبي على تعزيز الاستجابة الفعالة للجائحة من خلال استقطاب وتوفير اللقاحات المبتكرة التي ثبتت فاعليتها وكفاءتها، حيث تمثل هذه الإجراءات مرحلة حاسمة تعزز وقاية أفراد المجتمع وتساهم في تسريع عملية التعافي في دولة الإمارات وتحصين المجتمع من هذا الوباء العالمي.

دعم استثنائي

من جهته، اعتبر الدكتور  عبدالله الدرمكي عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة أن العاصمة الإماراتية أبوظبي تعاملت بكفاءة مع فيروس كورونا المستجد، مما أكد ريادتها عالميا في مكافحة الوباء.

وقال الدرمكي لـ”العين الإخبارية” إن العبارة الشهيرة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي “لا تشلون هم” كانت حافزا وداعما استثنائيا لتعزيز جهود الإمارة في تحصين مجتمعها من الفيروس من خلال وضع استراتيجيات ودعم لوجيستي هام لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد.

وأوضح أن المتابعة اليومية من قبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والاحترافية في معالجة الأزمة، ساهمت في تقصي الوباء وتعزيز مكانة المنظومة الصحية بالإمارة لتصبح بذلك نموذجا يحتذى به عالميا.

وأضاف بأن أبوظبي نجحت، أيضا، في إبراز قيم التضامن بين مختلف القطاعات والفئات، مشيدا بجهود خط الدفاع الأول من أطباء وشرطة ودفاع مدني وغيرها من القطاعات الأخرى التي أثبتت الحس الوطني العالي التي تميز عاصمة “الإنسانية”.

وقال الدرمكي إن الحملة الوطنية للقاحات ضد فيروس كورونا كان لها تأثير إيجابي في منع تفشي الفيروس والحد من تأثيراته على صحة الأفراد.

إجراءات رائدة

بدوره، أكد الدكتور خلفان سلطان الكندي، متخصص في السياسات العامة والأمن الوطني لـ”العين الإخبارية” بأن أبوظبي نجحت في تحصين مجتمعها من خلال حرصها على متابعة ومواكبة ما يصدر من تعليمات من منظمة الصحة العالمية والتعامل بشفافية مع الوباء العالمي ما ساهم في تعزيز الثقة بإجراءاتها الرائدة.

وأضاف الكندي بأن أبوظبي سخّرت كل الإمكانيات المعنوية والمادية للتعامل مع هذا الوباء العالمي من خلال اتباع نموذج مبتكر قوامه العمل الجماعي وتعاضد مختلف فئات المجتمع لتجاوز تداعيات الفيروس الذي أصاب العالم بأسره.

ونوه الدكتور خلفان بكفاءة استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال ربط كل المعلومات مع جميع الجهات لعمليات الرصد بكافة أشكالها للوصول لأفضل النتائج والتعامل معها بالطريقة المثالية، فضلا عن التعامل مع جميع التحديات بشكل إيجابي لإيجاد الحلول المناسبة.

وحول حملة التطعيم الهامة، قال إن أبوظبي آمنت بأن اللقاح هو الوسيلة الفعالة في تحصين المجتمع ومكافحة تفشي الفيروس، مضيفا بأن هذه اللقاحات التي اعتمدتها أبوظبي ساهمت في بث الطمأنينة  والراحة النفسية وعزز لديهم المكانة التي توليها لهم القيادة السياسية.

إجراءات سفر محدثة

أعلنت لجنة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في أبوظبي تحديث إجراءات السفر الخاصة بالمواطنين والمقيمين في الإمارة القادمين من خارج الإمارات.

‬ويطلب من المطعمين القادمين من وجهات القائمة الخضراء إجراء فحص مسحة الأنف “PCR” عند الوصول وفحص إضافي في اليوم السادس دون الحاجة للحجر الصحي،‬ أما بالنسبة للمطعمين القادمين من الوجهات الأخرى فيتوجب عليهم إجراء فحص مسحة الأنف “PCR” عند الوصول و الحجر الصحي لمدة 7 أيام، مع إجراء فحص مسحة الأنف “PCR” إضافي في اليوم السادس.

ويطبق البرتوكول على المطعمين من المواطنين والمقيمين في إمارة أبوظبي الذين أكملوا 28 يوما أو أكثر منذ تلقيهم الجرعة الثانية من اللقاح، والمثبت في تقرير التطعيم من تطبيق الحصن.

أما بالنسبة لإجراءات السفر الخاصة بالمواطنين والمقيمين بالإمارة من غير المطعمين فيتطلب من القادمين من وجهات القائمة الخضراء إجراء فحص مسحة الأنف “PCR” عند الوصول دون الحاجة للحجر الصحي ‬بالإضافة إلى إجراء فحص مسحة الأنف “PCR” إضافي في اليوم السادس وفي اليوم الثاني عشر.

بينما يتوجب على غير المطعمين من مواطنين ومقيمين القادمين من الوجهات الأخرى إجراء فحص مسحة الأنف “PCR” عند الوصول والحجر الصحي لمدة 12 يوما مع إجراء فحص مسحة الأنف “PCR” آخر في اليوم الحادي عشر.

إجبارية التطعيم في الأماكن العامة

اعتمدت لجنة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الناجمة عن جائحة كورونا في أبوظبي حصرية دخول عدد من الأماكن العامة على المطعمين ضد كورونا، وذلك بدءاً من الجمعة الموافق 20 أغسطس/آب 2021.

جاءت هذه الخطوة وفق استراتيجية أبوظبي لمكافحة جائحة “كوفيد-19″، واستكمالاً للإجراءات الوقائية والاحترازية للحفاظ على الصحة العامة، كما أنها تأتي بعد تطعيم أكثر من 93% من الفئات المستهدفة في الإمارة.

وأفادت اللجنة بأن القرار سيساعد في خلق مناطق آمنة خضعت لسلسلة من التدابير والإجراءات الاحترازية وتوفر حماية معززة لأفراد المجتمع.

وأشارت اللجنة إلى أن المرحلة الأولى من القرار تشمل مجموعة من الأماكن العامة، بما في ذلك مراكز التسوق، والمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية خارج مراكز التسوق كمتاجر بيع الأغذية والمشروبات والبضائع وتوفير الخدمات بكافة أشكالها، مع استثناء منافذ الغذاء والمستلزمات الأساسية كمحلات السوبر ماركت والصيدليات.

كما تشمل المرحلة الأولى الصالات والأنشطة الرياضية والنوادي والمنتجعات الصحية والمتاحف والمراكز الثقافية والمراكز والمدن الترفيهية، بالإضافة إلى الجامعات والمعاهد والمدارس العامة والخاصة والحضانات في أبوظبي.

وأوضحت اللجنة أن القرار لا ينطبق على غير المطعمين الحاصلين على استثناء من التطعيم وفق الإجراءات المعتمدة والتي تظهر حالتهم على تطبيق الحصن، كما لا ينطبق على الأطفال دون سن 16 عاماً.

ائتلاف الأمل

أطلقت أبوظبي “ائتلاف الأمل” دعما للجهود العالمية في توزيع لقاحات فيروس كوفيد – 19 لجميع أنحاء العالم، وذلك بالتزامن مع الارتفاع المتوقع في الطلب على الخدمات اللوجستية المخصصة لنقل اللقاحات، الأمر الذي يعزز مكانة الإمارة مركزاً لوجستياً عالمياً، مستفيدةً من موقعها الجغرافي الاستراتيجي وشبكة الطرق والمواصلات والموانئ والمطارات التي تتميز بها.

يقدّم الائتلاف، الذي يضم جهات رائدة محلياً وعالميا، حلولاً متكاملة لسلسلة التوريد لتلبية متطلبات عملية نقل اللقاح وتخطيط الطلب والتوريد والتدريب، بالإضافة إلى توفير البنية التحتية الرقمية للمساهمة بشكلٍ فاعل في توفير اللقاح في جميع أنحاء العالم.

معا نحن بخير

تم إنشاء برنامج “معاً نحن بخير” لإعطاء المجتمع فرصة للمشاركة في جهود حكومة أبوظبي في التصدي للتحديات الصحية والاقتصادية المرتبطة بأزمة كوفيد-19.

ويجمع البرنامج الذي أطلقته هيئة المساهمات المجتمعية كل فئات المجتمع بما فيها الأفراد والشركات للتطوع بالمساهمات المالية والعينية وتقديم الدعم للمجتمع.

تُخصص عوائد البرنامج المالية والعينية والتطوعية على الأولويات، وبالتنسيق مع الشركاء المعنيين للمعونات المجتمعية والطبية والغذائية والتعليمية.